*** الخلق ***

معنى الخلق

الخلقُ : أصله : التقدير ، ومنه خلقتُ الأديم للسقاء إذا قدّرته قبل القطع . قال تعالى : ( وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ) فصلت : 10 .

ومنه قول زهير يمدح هرم بن سنان : ولأنت تفري ما خلقت ** وبعضُ القوم يخلقُ ثم لا يفري (1).

وقالت أخت أمية بن أبي الصلت : دخل عليّ ، وأنا أخلق أديما ً . أي أُقّدّره ؛ لأقطعه . وقال الحجاج : [ ما خلقتُ إلاّ فريتُ ، ولا وعدتُ إلاّ وفيتُ ] (2) .

قال الزمخشري : [ والخلق إيجاد الشيء على تقدير ، واستواء ، يقال : خلق النعل : إذا قدرها ، وسوّاها بالمقياس ] (3) .
ومنه خلق العود تخليقاً : إذا سواه ، و ملسه . قال تعالى : { فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة } الحج : 5 .
ومعنى : مخلقة : تامة الخلق ، غير مخلقة : غير تامة الخلق .
ومنه قول الشاعر يصف سهمه :
فخلقته حتى إذا تم و استوى ** كـُمخّـةِ ساق أو كمتن إمام (4) .
ويأتي بمعنى : التصوير : قال تعالى : { وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير ...} المائدة : 110 ــ أي تصوره .
وقوله تعالى : { أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير ... } آل عمران : 49 .
ويطلق الخلق أيضا على : السجية ، والطبع ، وما يجري عليه المرء من عادة لازمة كقوله تعالى واصفا نبيه صلى الله عليه وسلم : {وإنك لعلى خلق عظيم } القلم :4 ، أو مفتعلة كالكذب : قال تعالى : { وتخلقون إفكا ... } العنكبوت : 17 .أي : تخرصون كذبا ، وقوله : { إن هذا إلاّ اختلاقٌ } ص : 7 . أي : افتعال الكذب .

والعرب تقول : حدثنا فلان بأحاديث الخلق ، وهي : الخرافات من الأحاديث المفتعلة (5) . هذا هو معنى الخلق اللغوي الذي هو : التقدير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ديوانه : 94 ، معنى البيت : (( أنك إذا قدرت أمرا قطعته ، وأمضيته ، وغيرك يقدر مالا يقطعه ؛ لأنه ليس . بماض العزم ، وأنت مضاء على ما عزمت عليه )) لسان العرب : (1/890) ، مادة : " خلق " .
(2) الصحاح للجوهري : (4/1471) مادة : "خلق ".
(3) تفسيره : (1/228) .
(4) انظر : الصحاح للجوهري : (4/1471) . فخلقته : ملسته يعني : سهما . والإمام : الخيط الذي يمد على البناء فيبنى عليه .
(5) انظر : تأويل المشكل لابن قتيبة : ص506 ، والصحاح : (4/ 1470 – 1472) ، لسان العرب )1/891) ، المفردات في غريب القرآن للراغب (157 – 158) ، البرهان في غريب القرآن لحسن الحبشي : (119/120) ، تفسير الوسيط للواحدي : (1/53) . دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب للنشنقيطي : (15) .

بارك الله فيك ،،، مشرفتنا الفاضلة ونفع الله بك أمتك الإسلامية

أ، مليكة ورزقك الله من حيث لا تحتسبي ولا حرمك الأجر ...


لك خالص دعواتي ،،، اللهم أرزقنا جنة الفردوس الأعلى