ترجمة لشيخ الأستاذ الأديب شاعر صامطة وهزارها المغرد , النجيب
أبو النجباء الشريف إبراهيم بن حسن شعبي المباركي..
نسبه ُ:
الشريف إبراهيم بن حسن بن محمد بن إسماعيل بن عيسى بن حسين الأكبر بن هادي الشعبي بن علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله المباركي العجلاني الرسي الحسني "رحمهُ الله "
مولدهُ :
حاضـرة صــامطة التهامية التابعة لتهامة المخلاف السليماني منطقـة "جازان " الجنوب الغربي لمملكتنا الغالية الحبيبة " المملكة العربية السعودية " .
تاريخ مولدهُ : ( 1357هـ ) .
نشأته وسيرتهُ العلمية :
ترعرع ونشأ على يد والده الشيخ الشاعر الكبير السيد حسن بن محمد الشعبي المباركي بصامطة والذي كان ونعم القدوة الحسنة و المربي الأول الذي أجتهد كثيرا في تربية أبناءه و على رأسهم شيخنا صاحب الترجمة رحمهما الله جميعا ونفع الله بعلمهم وذريتهم الأمة الإسلامية ومن ثم أخذ بيد الشيخ حافظ الحكمي "رحمه الله " ودرس في المدرسة السلفية القرعاوية بصامطة ومن ثم التحق بالمعهد العلمي بصـامطـة حتى أخذ الكفاءة و الثانوية عام ( 1379هـ ) ثم واصل تعليمه الجامعي بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ودرس بها أربع سنوات حتى نال الشهادة الجامعية " ليسانس الشريعة " عام ( 1383هـ ) .
سيرتهُ العملية :
بعد تخرجهُ من الجامعة عمل مدرسا ً بمعهد صامطة ثم انتقل مديراً ً لمتوسطة معاذ بن جبل ومكث بها مدة ثم انتقل إلى أبها مديرا ً لثانوية أبها في عام ( 1394هـ ) انتقل إلى وزارة الشؤون البلدية و القروية وعمل رئيسا ً لبلدية صامطة حتى طلبه الإحالة على التقاعد قبل بضع سنوات ...
مؤلفاتهُ :
1. ملامح نهج السلف .
2. ديوان شعر "وحي الواجب" .
أعماله الخاصة وقراءاته وحواراته الأدبية :
يقول الشعر وهو في مراحله التعليمية الأولى بأسلوب سلس بارع وبحرارة العاطفة المتدفقة مع عمق في المعاني واللغة فهو من شعراء المنطقة الجنوبية في المملكة العربية السعودية المجيدين له مشاركات عديدة في كثير من الأمسيات الشعرية والأدبية في المنطقة والمناسبات الأخرى لو جمع شعرهُ لبلغ أكثر من ديوان ... صاحب شاعرية خصبة وتجربة خاصة تحمل بصماته وخصائصه ومميزاته المتفردة ... من أمتع لحظات المرء هي تلك التي يصغي فيها للشيخ الشاعر إبراهيم بن حسن الشعبي المباركي"رحمهُ الله" متحدثا أو منشدا .لا يـمل حديثه , ولا يُسأم كلامه , ولا تُستعجل نهايات مداخلاته. خفيف الظل , متواضع الجانب , سريع البديهة , متوقد الذكاء من الشعراء البارزين تجد في شعره العمق وحرارة العاطفة المتدفقة والأسلوب البارع ...
من شعره مرثيتهُ البديعة التي رثى بها الشيخ حافظ الحكمي قال في مطلعها :
توفي حافظ ركن البلاد *** وخلف حسرة لي في الفؤاد
وقد ضاقت على الأرض ذرعا ً *** بما رحبت ولم تسع البواد
وساء الحال مني حين وافى *** بنا نعي الفتى البطل العماد
لقد كنت المقدم في المزايا *** من الخيرات يا قطب النواد
وكنت القائد المدعو فينا *** فمن نختار بعدك للقياد
سلاح للمشاكل كنت قدما ً *** ومصباح البحوث بكل وادي
وفي كل العلوم مددت باعاً ً*** وهمتك العليا في ازدياد
بكتك منابر وبكتك كتبٍ *** وطرف الخل أمسى في سهاد
بكاك العلم والعلماء طرا ً *** وأرباب الحجا أهل الرشـاد
من أشهر قصائده " برلمان الكون " والتي يقول فيها موجها الخطاب إلى شاعر اليمن المرحوم عبدالله البردوني :
من مهبط الوحي أرض المروتين ومن مهوى القلوب ومسرى سيد النجب
من العتيق الذي أرسى قواعده ابو النبوات أو مستبرد اللهب
اليوم من برلمان الكون أعلنها شجوى تميز من غيظ ومن غضب
قد خططت كل أيدي الشر وانصرفت لشانها بين دجّيلٍ ومغتصب
والمسلمون الحيارى طال شوقهمو إلى الجهاد بلا خوفٍ ولا رهب
واليوم أين وسيط الخير يعلنها حرباً على الكفر والإلحاد والريب
ما أطفأت شهُبُ الميراج أنجمَنا إلا لأن وسيط الخير في غِيَبِ
قل للبردوني المشدوه من كذب الأحساب أو نسبة الإبريز للذهب
كل ابنِ أنثى على أصقاع رقعتنا كَلٌّ على الله في دينٍ وفي حسبِ
مقطع من قصيدته التي قالها إثر انتقاله إلى أبها عام 1388 ه حيث يقول:
أبها ونورٌ تبـدى فـي روابيهـا وكل شيئٍ عريقٌ فـي مغانيهـا
تنسمِ الطلـقَ فـي دنيـا أجنتهـا وسرّح ِ الطرفَ في شتى مراميها
تلقَ العروبةَ ريّا فـي أرومتهـا قد حصنتها الروابي في أعاليهـا
لم تطمث ِ العربيَ القُـحَ شائبـةٌ حقيقـةٌ لفـم التاريـخ أرويهـا
وإن تكن ذمـةُ التاريـخ ظالمـةً فللحقيقـة ِ قسطـاسٌ يوفيـهـا
هنا الأباة هنا شُمُّ الأنـوف ِ هنـا شواربٌ كثة ٌ بيـضٌٌ مساعيهـا
إني لأغضي حياءً مـن تلطفهـا إذا الزعانفُ لجّتْ فـي تجنيهـا
وقلتُ بعد تخـش ٍ مـن مغبتهـا وبعد لومي لنفسي مـن تأبّيهـا
قد يعشق المرء أرضاً لارواء بها وقد يُساق إلى الجنـات ِ آبيهـا
جازان لم أنسَ أني من أرومتهـا أهلي الكرام وإن ظنّـتْ أياديهـا
وأنني بضعةٌ مـن جسـمِ أمتهـا ودمعةٌ شبه حرى فـي مآقيهـا
أقبلُ التربَ في جـازان مفتخـراً فسلة الخبزِ قالوا عـن روابيهـا
ومن شعره أبيات من قصيدة "وحي الواجب"
وجه الحقيقة مشرق وضـــــــــاء وفم الخـــــــلود مذمة و ثنـــــــاء
وصحائف التاريخ في أحشائـــها لا يرحــم البلهاء و الدهمـــــــاء
و مواقف الأجيــــــال في ميزانـه قبس يضــيء و دجنـــة ســوداء
و الحق أبلج و الشريعة سمــحة فيض الإلـــــه محجـــــــة بيضاء
فاختر مكانك في الحياة منزهــــا عن كل مــا يستهجن العقــــــــلاء
أمعلمي الأشبال في حقل الهــدى اليــوم انتـــــم قدوة و لــــــــــواء
و بكـــــــم تناط مهمة مرموقــــة يملي سطور حديثهــــــــا النبلاء
و الجيل يبحث جاهدا عن أســوة من يرشــد الحيران يا علمــــــاء
و الآن أعلنها بصوت صــــــارخ فهم البنون و انتـــــم الآبــــــــاء
الطفل ينشأ ناقمــــــا من مهـــده إن كان في خلق الكبيـــــر جفـاء
و الانحراف لدى الأشابل وعكــة و على المعلـــــم وصفة و دواء
إني بصوتك يا معلم ناطـــــــــــق فلعل يوما يستـــــجاب نـــــــداء
يا طالب العلم الشريف بعزمـــــة أخلاق مثلك شيمــــــة و إبـــــاء
أثبت وجودك في الحياة كمؤمــن فالناس في هذا الوجــــود سواء
ومنها :
لا تركنن إلى صديق ٍ ماكر *** كلماتهُ بــراقــة جوفــاء
و يحيي شباب هذا الجيل و يحفزهم قائلا :
مرحى شباب الجيل أنتم في غـــد كُهُف العقــول و قــادة زعــــماء
إني أحيي في حماكم أنفــــــــسا تأبى الخنوع و همها العليــــــاء
حرستهم عيـــــــن العناية إنـهم أمل البلاد أكـــــــارم شرفـــــــاء
اليوم يحدوهم طمــــــــوح نــادر و تطلع و تحفــــز و رجـــــــــاء
وغدا سنرسي صرح نهضتنا بهم و بهم تشاد صروحنـــــا الشماء
و إذا البلاد من الجراح تذـــــمرت فالبلسم الشافي هم الأبــــــــــناء
و هديــــة الأوطــــان من أبنائهــا روح الوفــــــاء يزفها النجباء
الشيخ الشاعر الأديب إبراهيم بن حسن شعبي المباركي من الشخصيات البارزة يتحلى بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة وصاحب ذهن وقاد يتبوأ مكانة مرموقة مولع بحب المطالعة ويميل إلى المداعبة الأدبية لا تمل من مجالسته ،،، رحمهُ الله ،،، و بارك الله في ذريته و أحفاده ونفع الله بهم عشيرتهم و أمتهم الإسلامية ... والشيخ الشاعر إبراهيم بن حسن الشعبي"رحمه الله " والد الأستاذ الشاعر يحيى بن إبراهيم بن حسن بن محمد الشعبي المباركي " حفظهُ الله وبارك فيه " .
وفاتهُ "رحمه الله" :
في آخر يوم رمضان و أول يوم عيد الفطر لعام 1431هـ بمدينة الرياض،، ثم نقل جثمانهُ إلى مسقط رأسـه ( أرض تهامة المخلاف ) صامطــة الحبيبة على قلبه ودفن بها بعد أن صلي عليه عصر يوم عيد الفطر .. "رحمهُ الله رحمة ً واسعة وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته" .
المراجع :
1ــ كتاب فرجة الناظر في تراجم رجال من بعد القرن الثالث عشر بمطقة جازان . تأليف : أحمد بن محمد الشعفي المعافا .. قاضي محكمة بلغازي.
2ـــ بعض المواقع الإلكترونية الثقافية و الأدبية .
كتب ونقل هذه الترجمة :
الشريف أبا الشاهين خالد بن محمد المباركي العجلاني الرسي الحسني ،،
في يوم الأحد الموافق 10 شوال 1431هـ ،،، المنصــوريــة .
منقوووول من منتديات الأشراف الرسيين الرسمية ...