نحن عائلة نجلس على مائدة واحدة أثناء الطعام، وهذه المجموعة تتكون من الإخوان وبناتهم وأبنائهم وأبناء الخالات وأبناء العمات -نساء ورجال طبعاً- نجلس على سفرةٍ واحدة، فهل في هذا حكم شرعي يمنع الاختلاط، هذا والحقيقة أنا غير مرتاح، لكن العادة والتقليد تأصلت فينا أفيدونا، وماذا نعمل؟ ولعل العائلة تسمع، أفيدونا بارك الله فيكم؟
هذه العادة عادة سيئة يجب تركها، ولا يجوز أن يجلس الرجل مع امرأة غير محرم له؛ كبنت عمه أو بنت خاله أو بنت خالته، بل يجب أن يكون النساء على حدة في مائدة أخرى، وأن يكون الرجال على حدة. أما الجلوس مع زوجته مع أمه مع خالته مع عمته مع أخته فلا بأس، لكن نساء لسن محارم له ليس له الجلوس معهن على المائدة واحدة، بل يجلسن في مائدة أخرى، ولا يجوز هذا الاختلاط الذي يفضي إلى ملاصقة المرأة لغير محرمها أو رؤيته لها أو ما يتبع ذلك، فالمرآة عورة كلها فليس لها أن تجلس مع غير محرمها؛ لأنه يرى أكلها يرى وجهها يرى يدها يرى شيئاً آخر. فالمقصود أن هذا منكر يجب التخلص منه، وكل عادة سيئة يجب تركها، والعادات تحكم بالشريعة، ولا يجوز أن تقدم على الشريعة. الواجب أن تعرض العادات على الشريعة فما وافق الشريعة قبل وبقي، وما خالف الشريعة وجب تركه من جميع العادات -نسأل الله للجميع الهداية-. بارك الله فيكم ..
المرجع برنامج نور على الدرب ـ فتوى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز " رحمه الله " مفتي المملكة العربية السعودية ..